admin Μουσάραφ Ενότητα
عدد المساهمات : 173 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 32 الموقع : http://sanderlandacademy.weebly.com/
| موضوع: * برج الحوت * الخميس ديسمبر 09, 2010 8:41 am | |
| + ---- - الصفات العامة لبرج الحوت
ما هو الأسهل بالنسبة إلى سمكة عادية : السباحة مع التيار أم الصعود عكسه ؟ مجاراة التيار هي الأسهل طبعا لا لسمك المحيطات و حسب بل لمواليد برج الحوت الذين هم من عائلة الأسماك و لو اسما فقط . في مجاراة تيار الحياة يجد الإنسان المولود في برج الحوت و الذي يرعاه إله البحار نبتون سعادته و راحته النفسية بينما يعتبر السير في اتجاه معاكس أمرا شاقا لا تقوى عليه طبيعته الكسولة و حبه للحياة السهلة . " أريد أن أعيش " هو المبدأ الذي يؤمن به و يحاول العمل به قدر المستطاع . و لو قيل لهذا الإنسان إن العالم يتداعى أو إن المجاعة تعم بالأرض أو أن التلوث سوف يقضي على البشرية قريبا لما رد بأكثر من الضحك أو التثاؤب . فهو راض بحاضره عديم الاهتمام بغده , لا يهدف إلى مال أو سلطة , ولا يتمنى من دنياه أكثر من حلاوتها . و بما أنه قليل الطمع و الجشع لا شيء يقوده إلى الحركة أو العنف . إن ما يفعله ردا على التحدي و الإثارة سلاطة اللسان و مرارة الكلام . غضبه سطحي قصير الأمد يشبه دوائر الماء عند رمي حجر فيه إذ سرعان ما تتلاشى و يستعيد سطح الماء سكونه و صفاءه . يجد مولود برج الحوت الراحة و الانتعاش في شرب السوائل كالماء و غيره , يرى العالم من خلال منظار وردي يرسم له كل شيء جميلا رائعا . و لا يعني ذلك أنه يجهل واقع الحياة بألمه و مرارته , و لكنه يفضل الهروب إلى الحلم و الوهم مقـنعا نفـسه بأن موقفه هذا هو عين الصواب . و بكلام أوضح يتجاذب مولود برج الحوت سؤالان أو فكرتان عليه أن يختار بينهما . فهو مضطر إما إلى العوم على سطح الماء و معرفة واقع الدنيا أو الغوص إلى الأعماق بعيدا عن أهدافه الأساسية . و الحقيقة أنه كثيرا ما يتردد لعدم استطاعته الرؤية بوضوح مثله في ذلك مثل السمكة التي تنظر إلى جانبيها بدلا من النظر إلى الأمام . يرمز مولود برج الحوت – الذي هو آخر الأبراج كما نعلم – إلى الموت و الخلود بينما يرمز برج الحمل – أول الأبراج – إلى الولادة . و يمكن القول أن هذا البرج الأخير هو خلاصة لما سبقه من أبراج , أي أن الإنسان المولود فيه يتسم أحيانا بمعرفة العذراء , و محاكمة الميزان , و مرح السرطان , و كرم القوس , و صراحة الأسد , و شعور الجدي بالواجب , و اندفاع الحمل , و قوة تحليل الدلو , و كسل الثور , و سرعة الجوزاء , كل ذلك أو بعضه في آن واحد . بالإضافة إلى ذلك توجد لدى مولود الحوت حركة مستمرة و قابلية للتحول الذاتي . هذه الميزة الخاصة التي حرمتها الأبراج الأخرى تمكنه من الانسلاخ عن نفسه و بالتالي استعراض الماضي و الحاضر و المستقـبل دفعة واحدة الأمر الذي يفسر إلى حد ما كيفية تنبئه بالأشياء قبل وقوعها . إنه في رأي البعض أصدق برهان على فلسفة التقمص التي يؤمن بها الكثيرون . في رأي هذا الإنسان أنه خالد مما يدفعه إلى إهمال صحته و راحته في سبيل الآخرين . من الأشياء التي تسبب له الضرر الجسيم المسكنات و المهيجات و الإرهاق و مشاكل الغير التي تلاحقه دوما و بعض العادات السيئة في المأكل و المشرب . ما قد يعوضه من ضعفه الجسماني تلك القوة الخارقة التي يستمدها من الإيحاء الذاتي . فهو يستطيع إقناع نفسه بأن لا خوف عليه من أي أمر أو شخص . على الرغم من خجله الفطري ينجح مولود برج الحوت في التمثيل المسرحي و إن كان ضعيفا سريع التأثر أمام النقد . و يتمتع بذاكرة مذهلة و مزاج مرهف و حس جمالي يمكنه من ولوج باب الكتابة و التأليف نثرا و شعرا . و بما أن لديه ملكة عظيمة تميز الخير من الشر و تستطيع مقاومة جميع أنواع الإغراء ينجح في أن يكون رجل دين أو متصوفا يشار إليه بالبنان . و هو في جميع الأحوال مندفع في سبيل المرضى و الفقراء و المعوزين لا يفرق بين شخص و آخر ولا يقاضي أو يحاسب أحدا . مزاجه سلاح خفي يستعمله عند الحاجة . يضحك أحيانا ليداري دموعه أو يضحك الآخرين دون أن يفـتر ثغره عن الابتسام . لا مبالاته ستار لضعفه , و مظهر البأس عنده قشرة خارجية لا أكثر . طبيعة هذا الإنسان بعيدة المنال , تقوم على الوهم و التهرب من الواقع . من الصعب أن يدركها أحد غيره ما لم يستعمل الكثير من الخيال و ما لم يعلم سلفا أن رمزه الماء بخضرته و رطوبته و وحله و تحركه المستمر , و أن سره العميق مدفون في قاع المحيط حيث لا يعلم به سوى كوكبه نبتون .
الطفل الحوت
منذ أن يفتح الطفل المولود في برج الحوت عينيه أول مرة يبدو فيهما سحر غريب يوحي بأنه طفل غير عادي هبط من كوكب بعيد على متن شعاع قمري . و عندما تتأمل والدته وجهه المورد و بشرته الرقيقة و غمازاته الحلوة يمتلئ قلبها بالسرور , و تتمنى لو تمتد طفولته لتنعم بها أطول فترة ممكنة . و لا بد من أن تكتشف يوما , بعد مضي سنوات , أن السماء قد حقـقت فعلا رجاءها و تركت لابنها جزءا كبيرا من أحلام و خيالات طفولته السعيدة . يظهر طفل برج الحوت منذ البداية كارها لواقع الحياة و رتابتها , هاويا للتمثيل بغية الهروب إلى عالم آخر أجمل و أهنأ . إن ميله هذا يسهل في الواقع أمر تربيته و رعايته . فإذا أرادت والدته إقناعه بأمر ما عليها الدخول معه في تمثيلية وهمية ينسى فيها نفسه فينقاد إلى أوامرها طائعا مختارا . تستطيع مثلا التظاهر بأنها جنية لطيفة جاءت ترش عينيه بالنوم فينام , أو تدعي أن الملعقة عصفور هائم , و أن فمه هو العش , فيفتحه و يتلقف الطعام , و هكذا . . . إن أي أسلوب يتسم بطابع الغرابة يظل أفضل بالنسبة إليه من الروتين الذي يسير عليه الأطفال عادة . إنه على كل حال يرفض اللجوء إلى العنف و الصراخ للوصول إلى مبتغاه , و يستعمل عوضا منهما أساليب ملتوية فيها الكثير من الذكاء و الحكمة . حاجة هذا الطفل إلى التقدير و التشجيع ماسة بسبب ثقته القليلة بنفسه و إيمانه بأن كفاءاته محدودة . و هو حساس خجول سريع العطب و لكنه قادر على إخفاء حقيقة أمره تحت ستار التكتم و الادعاء . و مع أنه ماهر في تحوير الواقع إلا أنه يصر على القول إنه صادق لا يكذب . كذبه على حال من النوع البريء الناجم عن الخوف من تعرية الحقائق . هذا من ناحية , و من ناحية أخرى يعتبر في المدرسة مصدر حيرة و استغراب معلميه و ذلك بسبب رفضه أساليب التعليم المألوفة و اتباعه أسلوبا خاصا به وحده تثبت جدارته مع الوقت . هو أيضا طفل فنان يتذوق الموسيقى و الرقص و يدهش الناس بخفته و رشاقـته , كما ينجذب بقوة نحو رجالات الحرب و علماء الفضاء و كبار الموسيقيين و النحاتين . يفضل معاشرة الكبار على الصغار , و مع ذلك يتهرب من الواجب و المسؤولية . يعيش طفل برج الحوت حالة تقمص غريبة إذ يتحدث عن أناس ماتوا قبل ولادته , و يسرد بعض الوقائع قبيل حدوثها . إن الخطر كل الخطر أن تقابل هذه الظاهرة بالهزء أو اللوم أو الاتهام بالكذب لأن الأيام و الحوادث كثيرا ما تثبت صدق رؤية هذا الطفل العجيب . بالمقابل لا يجوز تركه فريسة أوهامه و خيالاته دون تدخل بناء من قبل أهله و مربيه . إن في الإمكان معالجة أمره بالرفق و الصبر و المحبة إلى أن يستطيع التكيف للعالم الذي يعيش فيه و ينجح في تحويل جزء من أحلامه إلى واقع ملموس فيه سعادته و استقراره .
الرجل الحوت
يمر الحظ أحيانا بقرب الرجل – الحوت فيجده يحلم أو يتأمل نجما يلمع في أديم السماء . يتركه مسرعا في اتجاه أشخاص آخرين دون أن يدرك صاحب الحلم أنه فوت على نفسه فرصة نجاح حقيقي . هل يسمى ذلك ضعفا أم فشلا ؟ لا هذا ولا ذاك , لأن في استطاعة هذا الرجل – لو أراد السعي وراء الرزق – الوصول إلى أعلى قمم النجاح بفضل حدسه الموروث عن الإله نبتون . من أبرز مظاهر شخصية رجل برج الحوت الفضول الخالي من سوء النية أو الدهشة أو المقاضاة لسلوك الغير . إنه يثرثر أحيانا قبل أن يفكر فيكشف عن بعض الأسرار المتعلقة بغيره دون قصد و لكنه يرفض بالمقابل البوح بشيء مهما تكن الدوافع و الظروف إذا طلب منه الكتمان . و هو يتكلم بتؤدة و يفكر بهدوء و يحاول عدم التدخل فيما لا يعنيه و لكن مشاكل الغير تلاحقه على الرغم منه . و قد يكون السبب موهبة الإصغاء عنده و قدرته على امتصاص الآلام و الأحزان كأنها ملكه الخاص . يجب على أصدقائه و أقاربه أن يراعوا صحته فلا يحملوه أكثر مما يستطيع و أن يتفهموا حاجته إلى الراحة و الصمت و العزلة لاستعادة ما فقد في سبيلهم من نشاط و حيوية . هذا الرجل إنسان خجول حساس يجرح بسرعة و يتطلب من الآخرين الإعجاب و التشجيع لاعتقاده أنه محدود الكفاءة . و مع ذلك يتمتع بقابلية عظيمة لليوغا و السحر و الفلك و التقمص و العلوم الباطنية الأخرى . في استطاعته قراءة الأفكار , و معرفة ما سيحدث , و التظاهر بعكس ما يضمر في بعض الأحيان . وهو بامتلاكه بعض الأسرار يشعر بالراحة و الطمأنينة . يتوقع هذا الرجل من المرأة التي يحبها الإخلاص و الوفاء التامين , و في الوقت ذاته يرفض التخلي عن أصدقائه العديدين من الجنسين الذين يقوم بخدمتهم بجميع الوسائل و في جميع الأوقات الأمر الذي يثير غيرة امرأته و نقمتها على الرغم منها . إنه كثير الإعجاب بالجمال , لا يتردد في ملاحقة النساء بنظراته المعبرة عن إحساسه و شعوره ولو نتج عن ذلك سوء تفاهم بينه و بين من يحب . و يمر رجل برج الحوت في فترة قلق و كآبة لا يعرف مصدرهما فيضطر إلى الانزواء في انتظار أن يأتيه اقتراح من زوجته يبدل مزاجه المتعكر . ثم إنه مبذر لا يستطيع التوفير إلا مع مرور الوقت و بمساعدة زوجته التي تستطيع أن تكون المثل الأعلى في هذا المضمار . يجد الأولاد في هذا الرجل أكثر من أب . إنه الصديق الذي يرافق أولاده إلى النزهات و الرحلات البحرية و يعلمهم أصول السباحة و التجديف و اليوغا و غيرها , و المربي الطيب القلب اللين العريكة الذي يصغي إلى المشاكل و المآسي بكل جوارحه . أما التصلب و القسوة فلا يجيدهما و لا يريد أن يستعملهما , و يفضل أن يبقيا من اختصاص زوجته . يقبل هذا الإنسان التخلي عن أي شيء ما عدا أحلامه التي هي بمثابة روحه . فإذا أرادت زوجته أن تحتفظ بحبه إلى الأبد , و أن تحول دون هدم سعادتهما معا , عليها ألا تسخر من هذه الأحلام بأي صورة من الصور . في استطاعتها – عوضا عن ذلك – أن تشجعه على تحويلها كلها أو جزءا منها إلى واقع بناء و إيجابي .
المرأة الحوت
كلما تطورت النساء و زدن تحررا ازدادت شعبية المرأة المولودة في برج الحوت . فقد تكون الوحيدة بين جنسها التي لا تزال ترفض المجد و الشهرة و تحلم فقط برجل يرعاها و يحميها . و الحقيقة أنه ما من شيء يسعدها كالاتكاء على كتف قوية و الإصغاء إلى صوت واضح النبرات يرسم الخطط و يحدد الأهداف . و هي عندما تحب تعتقد عن يقين و إيمان أن في استطاعة من تحبه أن يحكم العالم بدماغه الفذ و ساعديه المفتولين . و هو بدوره يتغذى بهذا الإعجاب و هذه الثقة فيصبح بالفعل أقوى و أفضل من قبل . امرأة برج الحوت رقيقة مسالمة تشعر الآخرين بأنها شاطئ الأمان و واحة السكينة . إنها أنثى بكل معنى الكلمة مما اختلفت الأوقات و الظروف و المناسبات . عندما تتحدث مع الرجل يشعر حالا بحذر لذيذ يسري في أوصاله و يرخي أعصابه المشدودة فيتخيل نفسه – بحسب الفصول و الأوقات – مستلقيا إما في ظل شجرة بعيدا عن كل ضجيج و حركة أو قرب مدفأة تدفئه بنارها اللذيذة . لا تلح على الرجل في شيء ولا تستعجله في أمر , بل كل ما تريده منه أن يعيش و إياها في وئام و سلام . من الجائز أن تبدر عنها بعد الزواج تصرفات غير لائقة لم تظهر من قبل . قد يفلت لسانها مثلا بالكلام اللاذع , أو تأخذ في التذمر و الشكوى , و لكن عيوبا كهذه لا تعود تذكر إذا قيست بخصالها الأخرى كالرقة و العذوبة و الأنوثة و حسن التكيف و غيرها . علما بأنها تفقد أحيانا معظم هذه الصفات العظيمة نتيجة تلقيها صدمات قوية متلاحقة , فتتصرف عندئذ تصرفا أعمى يحطم تدريجيا سعادتها و حياتها . نذكر بالمناسبة أن إدمان الكحول و المخدرات نوع من السلاح تلجأ إليه هذه المرأة عند الاضطرار إلى مواجهة غدر الزمان . هذا بالنسبة إلى الحالات القصوى , أما في الحياة العادية فتتمتع المرأة الحوت بالذكاء و المراوغة و التكتم و الغموض و إن كانت جميع هذه الصفات – ما عدا الذكاء – مجرد أقنعة تخفي وراءها الخجل و الارتباك و عدم الثقة بالنفس و سرعة العطب . تتظاهر امرأة برج الحوت قبل الزواج بعدم حاجتها إلى الرجل في الوقت الذي تتوق فيه إلى من يرعاها و يدرأ عنها الأخطار . لكنها بعد الزواج تضع شريكها في مكانة لا يبلغها حتى أولادها الذين تعبدهم , مع أنها أم فاضلة حنون تجيد فن الإصغاء و المشاركة و لكنها تفتقر إلى الصلابة الضرورية لتربية الأطفال . و المعروف عنها أنها تخص بعطفها و حنانها المخلوق الضعيف أو المشوه بين أطفالها . أخيرا تكره هذه المرأة العمل في الخارج , و تتمسك بالأعياد و المناسبات حيث تقدم الهدايا لأفراد عائلتها و تتوقع منهم المعاملة بالمثل . و هي تنفق بكرم يقارب التبذير , لكنها تكتفي بالقليل إذا اضطرتها الظروف إلى ذلك . و مهما يكن وضعها المادي و الاجتماعي تعتبر مثال المرأة الحقيقية بل الأنوثة بكاملها .
المدير الحوت
إن وجود أمثال هذا الرجل على رأس الأعمال أمر نادر الحدوث . و لا غرابة فهو يفضل الانطلاق على سجيته في حقول أخرى كالكتابة و التجارة الحرة و الفنون الخلاقة و التمثيل و الكهنوت و التصوف , حتى مجرد الأسفار . و مع ذلك يبدو ناجحا جدا في دور مدير علاقات عامة أو أعلام أو شبكة تلفزيون , حيث يتسنى له نشر أفكاره العظيمة المستوحاة من خياله اللامحدود . لكنه يختلف عن مواليد الأبراج الأخرى الذين يشغلون مناصب مماثلة إذ يأبى على نفسه المجاهرة بالواقع دون تورية , لا لأنه كاذب أو مخادع بطبعه بل ليقينه أن الحقيقة مرة يصعب على المجتمع تقبلها بالشجاعة اللازمة . في وسع هذا الإنسان أن يبرز كمدير لمسرح أو شركة سينمائية أو معهد للرقص أو كمخرج أفلام . و تخوله مواهبه الخارقة أن يكون من ألمع الباحثين و المحققين و مدراء الفرق الموسيقية و شركات السفر و الجمعيات الخيرية و النوادي الاجتماعية و الفنادق . و بكلام آخر أن طبيعته الحساسة المعطاءة تهيئه لدور راعي الإنسانية و مرشدها أكثر مما تهيئه لقطف ثمار الأمجاد و الثروة . وهو بطبعه يكره الفائدة المادية البحتة كرهه للمسؤوليات العديدة ذات الطابع المحدود . مهما يكن الدور الذي يمارسه يظل الرجل الحوت إنسانا عديم الأذى و العداء حتى وهو فاقد أعصابه و اتزانه . إذ يكتفي عادة بإطلاق بعض العبارات اللاذعة و يعود بعدها إلى هدوئه و تهذيبه الأصليين . و هو يتخذ في العمل مواقف معتدلة تقع في منتصف الطريق بين التحرر التام و التقـليدية ذات الآفاق الضيقة . عندما يضجره العمل سواء بسيره أو بالقائمين عليه ينطلق ذهنه بعيدا و لا يعود حاضرا سوى جسمه . و عندما يحدث العكس يصغي بكل جوارحه مبديا الاستعداد التام لتبني الأفكار و المشاريع التي تعرض عليه . هذا ولا يحب السفر في الأحلام و حسب بل في الواقع أيضا , و لهذا السبب يحتفظ بحقيبة جاهزة بصورة تامة . يمر الرئيس المولود في برج الحوت بأزمات نفسية حادة لا يدرك أحد كنهها , لكنها سرعان ما تتلاشى دون أثر يذكر , مع أن أفضل علاج لها هو تركه لشأنه و عدم الإثقال عليه بالكلام أو حتى مجرد الظهور أمامه . أما في الأوقات العادية فإنه يسعى – على العكس – للاحتكاك بجميع العاملين معه مقدرا بوجه خاص أصحاب الخيال الخصب و الأفكار المبتكرة . ولا يعني هذا أنه يتخلى عن سواهم , فهو يدرك بالسليقة أن توازن الأعمال يقتضي وجود أشخاص واقعيين إلى جانب ذوي الخيال . هذا الإنسان كريم اليد إلى درجة الشعور بالحرج أمام المطالب . فهو لا يستطيع رفض منح العلاوات و المكافآت مهما تكن ظروف العمل , و يسعى بالتالي إلى وضع هذه المسؤولية على عاتق موظف آخر أقدر منه على المحافظة على مصالح المؤسسة المادية . بقي القول أنه لا يتوانى عن إظهار إعجابه بالجنس اللطيف على الرغم من تقديره و وفائه لزوجته , كما أنه لا يتردد في كتم مواهبه الخارقة كي لا يضطر أحد من العاملين معه إلى الهزء بها أو التشكيك في أمرها .
الموظف الحوت
كي ينجح رجل برج الحوت في أي عمل يجب أن توكل إليه المسؤوليات التي تلائم طبيعته المرهفة و خياله القادر على اختراق جميع الحدود و الآفاق . فإذا لم تتسن له وظائف من هذا النوع أصبح كسولا عديم الاهتمام بما حوله , بينما هو في حالة الرضى موظف لا يجارى سواء في الاندفاع أو سرعة التنفيذ أو التركيز على الجوانب المهمة من كل أمر و قضية . إن هذا الموظف إنسان خجول من زملائه و جميع العاملين معه , و سبب ذلك تكتمه الشديد فيما يتعلق بحقيقة طبعه و أهدافه . غير أن ذلك لا يمنعه من القيام بواجبه على أكمل وجه شرط أن يكون راضيا عن طبيعة عمله كما ذكرنا قبلا . و هو في الوظيفة يتخذ موقف السمكة من الماء . فما أن يشعر بأن الجو قد انقـلب إلى مستنقع عفن و موحل حتى يبتعد عنه منطلقا نحو تيار مائي أكثر صفاء و حركة . أين يعمل الرجل مولود برج الحوت إجمالا ؟ يعمل في جميع الأوساط الفنية من مسرح و سينما و تلفزيون و متحف و مرقص و معهد موسيقي , كما يعمل في بعض الأحيان في الحقول العلمية التي تتعاطى مادة الرياضيات أو الهندسة أو الإلكترون , و لكنه حتى يمارس العمل بالأسلوب التجريدي الذي اشتهر به . و ينجح في حقل التدريس لما يتمتع به من قدرة على الاستيعاب و الغوص إلى أعماق النفوس , وفي المستشـفيات و الجمعيات الخيرية و النوادي الاجتماعية حيث يتفوق على الكثيرين في فن التمريض و العناية و الإرشاد . لكن مشكلته في هذا المضمار امتصاصه لمشاكل الغير و مآسيهم الأمر الذي يؤثر فيه أحيانا جسديا و نفسيا . يتأثر هذا الموظف سلبيا أو إيجابيا بأجواء العمل من أثاث و لون و غيره . يسعده مثلا اللون الأخضر على اختلاف درجاته كما تسعده الأزهار و الموسيقى العذبة و كلمات التشجيع بين الفينة و الأخرى . على هذا الأساس يقوم بعمله على أتم وجه مراعيا التقاليد و الأنظمة , مقاوما قدر الإمكان ميله إلى الأحلام و التخيلات . و تعتبر الموظفة المولودة في برج الحوت أكثر مراعاة للواجب , و تستطيع أن تكون أيضا كاتمة أسرار و مرشدة و راعية لسائر الموظفين من الجنسين . ولا يستبعد أن تكشف عن حظهم بين الحين و الآخر بقراءة الكف أو الفنجان أو الورق . الموظف المولود في برج الحوت من الجنسين قليل اللوم و الانتقاد لغيره , حساس بدوره تجاه النقد . إذا تكدر من رئيسه أو زميل له ظهر الأسى على وجهه و انزوى بعيدا عن الأعين . و من ناحية أخرى لا يهتم كثيرا بالمال فيكتفي بالراتب الذي يستحقـه دون طمع في زيادة . و هو كثير الإنفاق قليل التوفير . و مع أنه قليل الطمع إلا أنه يضطر أحيانا إلى ترك عمله لأسباب أخرى غير المادة . وهو على كل حال من النوع الذي لا يعطي غيره فرصة الاستغناء عنه إنما يقوم بذلك تلقائيا . أخيرا بما أنه يكره المسؤوليات الكثيرة لا يضطر إلى التطلع إلى من هم أعلى منه شأنا و بالتالي يجهل معنى الحسد و المنافسة
| |
|